Wednesday, July 26, 2006

متحف كواى برانلى "Quai Branly"
للفنون الأولى والبدائية


فى منتصف شهر يونيو الماضى افتتح الرئيس الفرنسى جاك شيراك مع كوفى عنان الأمين العام للأمم المتحدة متحف للفنون الأولى فى
باريس بالقرب من برج إيفل على ضفاف نهر السين .
المعروضات مثل الأقنعة الأفريقية وأغطية الرأس ذات الريش من منطقة الأمازون والإكسسوارات التى كانت تصنع خصيصاً للعروس الشرق الأوسط ، وأجزاء من العظم والأسنان وشبكات عنكبوت وخنازير مجمعة من الدول الأفريقية والأسيوية وبعضها من جزر هاواى .
كان شيراك قد أخذ على عاتقه مسئولية إنشاء هذا المتحف منذ عام 1995 –الذى تكلف 293 مليون دولار أمريكى –ويعتبر متحف كواى برانلى للفنون الأولى من أهم المتاحف التى تم افتتاحها فى باريس منذ السبعينات ، حيث كانت فكرة إنشاء هذا المتحف رؤية متقدمة للجمع بين الثقافات .
تعد مجموعة المتحف الكبيرة من كنوز فرنسا التى جمعتها من البلدان التى كانت مستعمرات فرنسية – والمجموعة تبلغ 300 ألف قطعة فنية من مختلف القارات ، منها نحو ثلاثة ألاف وخمسمائة قطعة معروضة بصفة مستمرة ، هذا بالإضافة إلى المجموعة المخزنة من أعمال ستستخدم لتنظيم معارض تتمحور حول مواضيع محددة على امتداد السنة . وسوف يكون بإمكان الدارسين والباحثين استخدام الإنترنت للإستفادة من كنوز هذا المتحف .
مدير المتحف ستيفان مارتن "Stephane Martin" يقول أن الاختلاف الكبير بين هذا المتحف والمتاحف الأثنولوجية هو أننا لانعطى دروساً عن الأشياء ، نحن هنا همزة وصل بين الأوروبيين والعالم الغير غربى ، أنه حوار ثقافات . كما يؤكد شيراك على هذه النقطة حيث يقول فى حديثه أن الأساس الذى يرتكز إليه مشروع هذا المتحف هو القناعة بتساوى الكرامة بين كل الثقافات ، وأنه لايمكن أن تكون هناك تراتبية بين الفنون والثقافات أو بين الشعوب ، فنحن نجد البدلات المطرزة من فيتنام معروضة قرب أقراط من الحجارة من الشرق الأوسط .
أما الصحفيون فكان رد فعلهم مختلط ، البعض وجد أن المتحف مظلم ومكتظ بالأعمال ، أما صحيفة اللوموند الفرنسية "Le Monde" فقد وجدت أن طريقة عرض 3.500 قطعة كان مدهشاً (يقصد بها العرض الدائم) ، أما المؤرخون فكان سؤالهم حول ما إذا كان المتحف فصل بين مجموعة المتحف عن الفنون الأخرى . والبعض أشتكى من أن يكون متحف "كى برانلى" قد جرد متحفين آخرين من أعمالهم حتى يقوم هذا المتحف ، وهو المتحف القومى لفنون أفريقيا ومنطقة أقبانوسية الذى أغلق واستبدل بمتحف للجنس البشرى .
جين نوفيل "Jean Nouvel" المعمارى الذى صمم متحف "كى برانلى" وأيضاً مبنى معهد العالم العربى فى باريس ، يجادل حول أن متحف "كواى برانلى" قائلاً أنه سوف يعيد إصلاح ما أفسده العصر الإستعمارى ، فهو أفضل طريقة لإعادة الطهارة والقوة والنبل الحضارى .
متحف "كواى برانلى" كان محل جدل منذ أن أعلن الرئيس شيراك عنه فى عام 1995 ، فاعتبرها البعض أنها محاولة منه للحاق بزميله الرئيس السابق فرنسوا ميتران عندما ترك ميتران علامات مميزة فى تاريخ الثقافة فى باريس وخاصة "هرم اللوفر" ، وأوبرا الباستيل "Bastille" ، هذا غير مشاريع أخرى .
وشيراك معروف بأنه نصير الثقافات وخاصاً عندما نجح فى فتح جناح للفنون العشائرية باللوفر ، ويقول شيراك أن المتحف الجديد كان نتيجة رغبة سياسية لرؤية عادلة للثقافات الغير أوروبية .